عدد الرسائل : 2 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 19/05/2010
موضوع: بحارة الهمله الإثنين 14 يونيو 2010 - 0:59
[SIZE="6"]بحارة الهملة الشيخ ماجد الماجد[/SIZE]
[SIZE="4"]المعاناة التي تنتاب أهالي الهملة متعددة الأوجه، يجمعها قاسم مشترك اسمه الإهمال الذي يطال جنبات قريتهم في جميع الخدمات، وهي بحاجة إلى إنقاذ من خلال ورشة خاصة عبر وزارة البلديات تخصص للهملة، لإعادة الحياة بما يليق بالأهالي الذين عانوا طيلة السنوات الماضية. وأهالي الهملة ساهموا في الحياة اليومية للبحرين من خلال الأجداد والآباء، وجيل اليوم الذي ينشط من خلال مؤسساته الاجتماعية والشبابية للرقي بقريتهم بما يليق بشأنهم جميعا، فقد اشتغل الأجداد والآباء بالزراعة بما جعلهم ماضيا من سادة سوق المنامة بما تجود به مزارعهم، فقد استصلحوا الأرض وزرعوها وكان لمحاصيلهم نكهة خاصة، وركبوا البحر فكانت مصائدهم غنية بخيرات الرب، فعاشوا في قناعة تامة ورضا بالرزق الحلال الطيب، فارتبطت بطيبة الأرض أرواحهم، كما زكت نفوسهم بالقناعة بالخير الذي وهبتهم إياه الأرض والبحر. وشتان بين حال الهملة اليوم وحالها بالأمس، فمن ناحية دورهم الزراعي الذي لم يبق لهم الغلاء المستفحل أرضا يملكون قيمة زراعتها، ولم تشفع لهم السنون بالاستمرار بالزراعة، كما لم يحفظ لهم القانون الحق بالمكوث في زراعتهم ما داموا يتوارثون زراعتها مقابل دعم رسمي يحفظ لهم هذا الحق. واليوم يتعرض أهالي الهملة إلى محنة في البحر خلال مدة ليست بالقليلة، إذ طالت بحرهم أيد القضم والضم، وتسارعت إليه شاحنات الدفان، وطاردت الناس في أرزاقهم، حتى بات الطريق إلى البحر شائكا، ومن خلال أراضي تابعة للأوقاف، وهو طريق وعر وضيق وموحش استحدثه الأهالي، بعد أن ألجأتهم الضرورة إلى سلوكه بعد إن حاروا في وجهتهم، ولم يستجب لصرخات الاستغاثة مجيب، وهاهو طريقهم يتعرض إلى معارضة الأوقاف التي بحكم ولايتها عليها تريد الاستفادة الوقفية وهو بالطبع حق شرعي لا نريد الخوض فيه، وإنما نريد توصيف الواقع الذي آل إليه الوضع ومعبر الصيادين الوحيد إلى البحر. هذا الواقع المرير الذي انتاب الأهالي مدة ليست بالقصيرة طرقوا جميع الأبواب ولكنها ظلت موصدة أمامهم، حتى آل أمرهم إلى الأوقاف يستشفعونهم إلى تأخير غلق الشارع حتى لا يصيبوا بنكبة العمر الذي لم يشفع لهم فيها تاريخهم الطويل من العلاقة الحميمة مع الأرض والبحر، قبلت الأوقاف مشكورة الاستجابة لمطلب الأهالي بالتريث لفترة لعلهم يجدون ما يصلحون به شأنهم. وتبقى المشكلة قائمة والحل مؤجل والجميع في الانتظار إلى ما تؤول أمورهم، ولم ينالوا وعدا يهون الخطب عليهم، إنها معاناة البحر مع الناس أو قل معاناة الناس مع امتدادهم الطبيعي بحكم طبيعة ارض البحرين الساحلية، أليس هذا من الهم الذي ينبغي إيجاد التشريعات اللازمة له، وتثبيت قانون يمنع غلق الواجهات البحرية لجميع القرى، بما نتجاوز معه مشكلة متعددة بعدد قرى البحرين كلها، لنحفظ النسيج الاجتماعي من الهيجان الدائم لأزمة تعد منفذا لمشاكل متنقلة بين الأهالي، ونستطيع مجتمعين الأخذ بعين الاعتبار ارتباط الأهالي بالبحر بحكم الفطرة والطبيعة المتلازمة بما اوجد العلاقة الحميمة بين أهل البحرين والبحر، فكلما ضاقت عليهم الأرض هرع الجميع إلى البحر، ومن سمة بحر بحريننا سعة احتضانه لأهل البحرين جميعا بما يجدون على ضفافه الحنان والراحة بما يناجونه لبث شكواهم، إنها المعادلة الصعبة التي لا يمكن التفكيك بين رموزها.[/SIZE]